مــما لا شــك فيــه ان هنــاك فــارق كبـيـر بــين اليهوديــة كديــن وبـيـن الصهيونيــة كفلســفة وتيـار فكـري تندمـج فيـه تيـارات مسـيحية ويهوديـة غربيـة وجـدت بينهـا قاسمـا مشتـركًا تدعـو مـن خلالـه إلى إقامـة دولـة للصهاينـة كخطـوة أوليـة تمهـد لعـودة الماشـيح وبدايـة الخـلاص، وهـي في إطـار دعوتهـا هـذه، قامـت بدعـوة يهـود العـالم «كمـادة اسـتعمالية»
إلى أرض فلســطين بغــرض التخديــم عــى هــذه الأســطورة. يجــب علينــا هنــا أن نفهــم القضيـة جيـدا في إطـار أنهـا نبـت فلسـفات عـصر التنويـر والاسـتعمار الأوروبي، وأن نفهـم جيـدا أن معظـم هـؤلاء اليهـود في أرض فلسـطين جـرى اسـتخدامهم، وأنهـم ضحايـا لهـذه الفلسـفات مثلهـم مثـل أهلنـا في فلسـطين، ولا يعنـي هـذا بطبيعـة الحـال أي نـوع مـن التعاطـف، ولكـن يعنـي المطالبـة بفهـم أصيـل للصهيونيـة، فهـم قائـم عـى العلـم وليـس عـلـى العاطفــة، فهــم يمكننــا مــن خلالـه أن نبنــي مــع الشرفــاء مــن بــين الإنســان، فهــم
يمكننـا أن نتحـرك ونحـن عارفيـن َ إلى أيـن ومـن سـيقف معنـا وعلـى من نبنـي ونعتمـد.